تتابع إسرائيل التغيّرات الإستراتيجية في الوطن العربيّ الناجمة عن الثورات العربية بقلق بالغ، فهي تدرك أنّ فرصها في التحكم في عملية التغيير التي تجري، وفي مجمل التغيرات الناجمة عنها محدودة للغاية. ولكن، على الرغم من ذلك، تسعى إسرائيل بقدر استطاعتها إلى التقليل من الآثار السلبية لتلك التغيرات عليها وعلى مكانتها ودورها في المنطقة. تعالج هذه الدراسة المواقف الإسرائيلية من هذه التغيّرات الجيوستراتيجية الجارية الآن في الوطن العربي نتيجة لثورات الربيع العربي، والتي يأتي في مقدمتها سقوط العديد من أنظمة الاستبداد التي اعتمدت إسرائيل على بعضها في ضمان أمنها. فقيام أنظمة ديمقراطية في العديد من الدول العربيّة جعل صوت الشعوب يطفو على السطح مما أخذ يهدد بالإخلال بالميزان الذي كانت كفته راجحة لصالح أمن إسرائيل. وتناقش الدراسة أيضًا تراجع نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة العربية، واحتمال تغير العلاقات الإسرائيلية - الأميركية. كما تناقش قضية الأسلحة غير التقليدية، واحتمال فقدان إسرائيل احتكارها بسبب الربيع العربي. وتعرض الموقف الإسرائيليّ من الثورة في سورية.