هذه الدراسة هي قراءة لنتائج الاستفتاء على الدستور في مصر، الذي أيده 63.8 % من المشاركين، في حين رفضه 36.2 % منهم، وترى المعارضة أن هذه النتيجة هي بمنزلة شهادة على تحولها إلى قوة منظمة في مواجهة تيار الإسلام السياسي الذي تناقضت شعبيته، فهل تدل نتائج الدستور بالفعل على تراجع شعبية تيار الإسلام السياسي في مصر، أو على انخفاض معدّلات تأييد الإخوان المسلمين على وجه الخصوص، وعلى أن المعارضة قد طورت بديلاً جاذباً للناخبين ؟ وتخلص هذه الدراسة إلا أن انخفاض نسبة المشاركة في الاستفتاء، قد أنقص – على الأرجح – رصيد معارضي التيار الإسلامي ، فلقد فشلت المعارضة – كما يبدو حتى الآن – في بلورة مشروع بديل واضح للمشروع الإسلامي. وعلى الجانب الآخر ، يّنذر استمرار انخفاض نسبة المشاركة إما بأن قطاعاً من المصريين لا يجد من يمثله ، أو بأنَ اليأس تسرب إليه؛ بحيث لم يعد يجد فائدة في العملية السياسية. وهو الأمر الذي ينبغي للتيارات والقوى السياسية كافة الانتباه إليه.