تسعى هذه الدراسة من خلال قياس اتجاهات الرأي العامّ نحو الثورات العربية، بعد مرور أكثر من عامٍ على اندلاعها، لبيان التقييم الإيجابي لهذه الثورات؛ إذ إنّ مواطني المنطقة العربية منحازون إلى عَدّ الثورات والربيع العربي تطورات إيجابيةً. ويفسر المستجيبون هذا التقييم الإيجابي بأنّ تلك الثورات تمثّل حالةً يقظةً للشعوب العربية، بالنظر إلى أنّها تؤسس قواعد ديمقراطيةً من خلال إعادتها للمواطنين حقوقهم، وإزاحتها أنظمة الاستبداد والفساد. وفي المقابل، فإنّ أقلّ من ربع المستجيبين قيّموا الثورات والربيع العربي بأنّها تطورات سلبية، وقد انطلقوا في تقيمهم السلبي للثورات من موقف مُعَادٍ للثورات، رافض لها. مقابل أغلبية عزَت تقيمها السلبي إلى عدم تحقيق الثورات لأهدافها، أو تدهور الأوضاع الاقتصادية وحالة عدم الاستقرار السياسي. وإضافةً إلى التقييم العامّ الإيجابي للثورات العربية، فإنّ الرأي العامّ أفاد أنّ الربيع العربي كان له أثرٌ إيجابي نسبيًا على صعيد تعامل الشرطة والموظفين الحكوميين مع المواطنين.j