تستعرض هذه الدراسة ظروف نشأة حركة "تمرد" التونسية التي حاولت استنساخ تجربة حركة "تمرد" المصرية، بعد نجاحها في تغيير رأس هرم السلطة في مصر. وتحلّل الدراسة العوامل التي أدت إلى قيام حركة "تمرد التونسية"، كتعثّر المسار الانتقالي؛ وبطء وتيرة الإصلاحات؛ وعدم تحقّق أهداف الثورة من تأمين للشغل وإنصافٍ للمظلومين؛ ومحاسبةٍ لرموز الفساد والاستبداد؛ وبقاء مشروع العدالة الانتقالية معلّقًا؛ وتعطُّل قطار التنمية؛ وانتشار جيوب الفقر والبطالة في المدن وارتفاع الأسعار؛ وتدهور القدرة الشرائية للمواطن؛ وتأخّر صوغ الدستور؛ وإهدار المال العامّ؛ والتنازع على النفوذ بدل تقاسم الأدوار؛ وسأم قطاعٍ كبير من التونسيين من حالة الاستقطاب الثنائي بين حركة النهضة وحركة نداء تونس، وبين الائتلاف الحاكم والمعارضة. وتتعرض الدراسة بالتحليل لأهم نقاط الاتصال والانفصال بين حركة "تمرّد" المصريّة وحركة "تمرّد" التونسيّة. وتتساءل إلى أيّ مدى يصح القول بإمكان تحوّل هذه الحركة من ظاهرة احتجاجية إلى قوّة تغيير، وما مستقبلها في ضوء مستجدّات المشهد العمراني والسّياسي بتونس اليوم.