تستعرض هذه الورقة التحليلية سيرورة المواجهات التي بدأت مطلع عام 2014 بين فصائل من المعارضة السوريّة المسلحة وتنظيم الدولة الإسلاميّة في العراق والشام، المسمى "داعش"، وتناقش الأسباب والظروف الذاتية والموضوعية التي حتمت تلك المواجهة. تنظر الورقة في المآلات المحتملة لتلك المواجهة، بعد استعراضها حسابات جميع الأطراف المشاركة في الصراع؛ الجبهة الإسلاميّة، وجبهة النصرة، وجيش المجاهدين، وجبهة ثوار سورية. كما تأخذ بعين الاعتبار عوامل أخرى مثل موقف النظام ودوره في المواجهة، وأثر العوامل الخارجية. تحلل الورقة حجم تلاقي المصالح بين"داعش" والنظام، والإرباك الذي حدث للنظام نتيجةً لاجتماع فصائل المعارضة السوريّة على قتال تنظيم "داعش" وإخراجه من المعادلة، ما أضعف رواية النظام عن الثورة، بأنّها "مؤامرة سلفية إرهابية" تستهدف "علمانيته وتسامحه".