دفع توقيع الاتفاق المرحلي بين إيران ومجموعة الخمسة + واحد، الذي جرى في جنيف في 24 تشرين الثاني / نوفمبر 2013 بالبعض إلى التفاؤل بشأن إمكانية التوصّل إلى اتّفاق نهائي لحلّ الأزمة المستعصية. لكن نظرة أقرب إلى تفاصيل الاتّفاق تبيّن أنّه لا يغيّر كثيرًا في الوضع القائم؛ فأهمّ القضايا مازالت عالقة دون حلّ. إذ يبدو واضحًا أنّ الوصول إلى اتفاق نهائي لن يكون سهلًا؛ بسبب استشعار المتشدّدين في إيران بأنّ الطرف الأميركي لا يرغب في الدخول في مواجهة حتى لو فشلت المفاوضات، وأنّ حالة الضعف الأميركي تدفعهم إلى التمسّك أكثر بمواقفهم في المفاوضات للحصول على مكاسبَ أكبر، والاستمرار في سياسات بناء مشروع النفوذ الإقليمي الإيراني. وترى هذه المقالة التحليلية أن المقاربة التي تنتهجها إدارة أوباما مع طهران سوف تدفع هذه الأخيرة إلى المضيّ قدمًا في سياسات الهيمنة تجاه محيطها الإقليمي، بدليل تصاعد معارضة طهران الاتفاق الأمني بين أفغانستان والولايات المتحدة، حتى بعد التوصّل إلى الاتفاق النووي مع مجموعة الخمسة + واحد.