خطر التحالف بين الإرهاب والجريمة المنظّمة العلاقة بين التنظيمات المسلّحة وشبكات الاتّجار بالمخدّرات شمـال أفريقيـا نموذجًا

يبدو أنّ التحالفات وأعمال التعاون والتنسيق لم تعد تقتصر على الدول أو الهيئات الدولية فقط، بل حتى التنظيمات الإرهابية والإجرامية المنضوية تحت مسمّى الجريمة المنظّمة أصبحت تتحالف مع بعضها البعض؛ لتطوير أعمالها وتنفيذ مخططاتها وتحقيق أهدافها. وعلى الرغم من الاختلاف من حيث البنية والهدف بين الجماعات أو الشبكات الإرهابية (تحمل أهدافًا سياسية)، ومجموعة الأنشطة الإجرامية المعروفة بالجريمة المنظّمة (أهداف مادية بالدرجة الأولى)، فمصالحهما تتقاطع معًا ممّا يقتضي منهما التعاون والتنسيق المتبادل. وهذا ما يزيد من قوّتها ويجعل مكافحتها وتفكيكها صعبين على السلطات الأمنيّة. وتُعدّ منطقة شمال أفريقيا من الأمثلة الحيّة على التحالفات القائمة بين الجماعات الإرهابية ومختلف أنشطة الجريمة المنظّمة، بخاصة نشاط تهريب المخدّرات والاتّجار بها؛ لأنّ الخصائص الجغرافية للمنطقة بوصفها همزة وصل بين مناطق متعدّدة في قارة آسيا وأفريقيا (أفريقيا جنوب الصحراء، وغرب أفريقيا)، وأوروبا (شمال المتوسّط)، جعلتها ممرًّا أساسيًّا لكميات المخدرات المهرّبة من مختلف أنحاء العالم نحو أوروبا بالخصوص، بالتزامن مع تمركز عدد من الجماعات الإرهابية الخطيرة في المنطقة، وعلى رأسها ما يسمّى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. ونظرًا لتطابق مصالح الطرفين من حيث حاجة الشبكات المتاجرة بالمخدرات إلى الحماية وتأمين طرق نقلها بضاعتها من جهة، وحاجة الجماعات الإرهابية إلى أموال كافية لتمويل مخططاتها الإرهابية وتنفيذها من جهة أخرى، شهدت المنطقة قيام تحالف خطير بين الطرفين أفرز تحدّيًا كبيرًا لدول المنطقة التي أصبحت مجبرة على مواجهة تهديد مزدوج، وضرورة وضع إستراتيجيات كفيلة بمواجهة الخطر المتنامي لهذا التحالف.​

حمّل المادة حمّل العدد كاملا الإشتراك لمدة سنة

ملخص

زيادة حجم الخط

يبدو أنّ التحالفات وأعمال التعاون والتنسيق لم تعد تقتصر على الدول أو الهيئات الدولية فقط، بل حتى التنظيمات الإرهابية والإجرامية المنضوية تحت مسمّى الجريمة المنظّمة أصبحت تتحالف مع بعضها البعض؛ لتطوير أعمالها وتنفيذ مخططاتها وتحقيق أهدافها. وعلى الرغم من الاختلاف من حيث البنية والهدف بين الجماعات أو الشبكات الإرهابية (تحمل أهدافًا سياسية)، ومجموعة الأنشطة الإجرامية المعروفة بالجريمة المنظّمة (أهداف مادية بالدرجة الأولى)، فمصالحهما تتقاطع معًا ممّا يقتضي منهما التعاون والتنسيق المتبادل. وهذا ما يزيد من قوّتها ويجعل مكافحتها وتفكيكها صعبين على السلطات الأمنيّة. وتُعدّ منطقة شمال أفريقيا من الأمثلة الحيّة على التحالفات القائمة بين الجماعات الإرهابية ومختلف أنشطة الجريمة المنظّمة، بخاصة نشاط تهريب المخدّرات والاتّجار بها؛ لأنّ الخصائص الجغرافية للمنطقة بوصفها همزة وصل بين مناطق متعدّدة في قارة آسيا وأفريقيا (أفريقيا جنوب الصحراء، وغرب أفريقيا)، وأوروبا (شمال المتوسّط)، جعلتها ممرًّا أساسيًّا لكميات المخدرات المهرّبة من مختلف أنحاء العالم نحو أوروبا بالخصوص، بالتزامن مع تمركز عدد من الجماعات الإرهابية الخطيرة في المنطقة، وعلى رأسها ما يسمّى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. ونظرًا لتطابق مصالح الطرفين من حيث حاجة الشبكات المتاجرة بالمخدرات إلى الحماية وتأمين طرق نقلها بضاعتها من جهة، وحاجة الجماعات الإرهابية إلى أموال كافية لتمويل مخططاتها الإرهابية وتنفيذها من جهة أخرى، شهدت المنطقة قيام تحالف خطير بين الطرفين أفرز تحدّيًا كبيرًا لدول المنطقة التي أصبحت مجبرة على مواجهة تهديد مزدوج، وضرورة وضع إستراتيجيات كفيلة بمواجهة الخطر المتنامي لهذا التحالف.​

المراجع