اليمن ما بعد عاصفة الحزم: متطلبات إعادة بناء الحقل السياسي

صورة توضيحية

​تحاول هذه الورقة مناقشة أحوال الجماعات الفاعلة في الحقل السياسي اليمني، وإبراز أهمّ رهاناتها في إستراتيجية إدارة الصراع؛ فتعدد الجماعات المحتقنة بثارات الماضي وامتداداتها التاريخية، يخلق تقاطعات معقّدة فيما بينها. فتحالف "الزمرة" والتجمع اليمني للإصلاح مع المؤتمر الشعبي العام، في حرب صيف1994 ، وتحالف الحوثي مع النظام السابق ضد قوى 11 شباط / فبراير  2011، التي أخرجت صالح من السلطة، ودور اللواء علي محسن الأحمر في المواجهات مع الحوثيين في الحروب الستّ 2004 -2006 ، وغيرها، تشير - في مجموعها إلى ذاكرةٍ مثقلة بالثارات، ما يؤسس، في ظل حالة اللااستقرار، لجولات احتراب مقبلة. تناقش الورقة أيضًا انقسام الهوية الوطنية إلى شمالية وجنوبية، ووقوف مزاج شعبي جماهيري رافض كلّ ما هو شمالي. يضاف إلى ذلك، اشتداد حدة الصراع المذهبي، وما جرى في عهد صالح من تقويضٍ ممنهج لأسس الدولة المدنية الحديثة، وإضعاف قوى التحديث لمصلحة القوى التقليدية، وإضعاف المركز لفائدة الأطراف. وترى الورقة أنّ أيّ معالجة لا تأخذ في الحسبان التشابكات التي ذكرت سابقًا، لن يتحقق لها النجاح. فأيّ تسوية سياسية توافقية بين الأطراف المتنازعة، تعدّ بمنزلة تأجيل موقّت للاحتراب الدوري ولاستمرار حالة اللااستقرار، ومنفذًا للتدخّل والنفوذ الخارجيَّين.

حمّل المادة حمّل العدد كاملا الإشتراك لمدة سنة

ملخص

زيادة حجم الخط

​تحاول هذه الورقة مناقشة أحوال الجماعات الفاعلة في الحقل السياسي اليمني، وإبراز أهمّ رهاناتها في إستراتيجية إدارة الصراع؛ فتعدد الجماعات المحتقنة بثارات الماضي وامتداداتها التاريخية، يخلق تقاطعات معقّدة فيما بينها. فتحالف "الزمرة" والتجمع اليمني للإصلاح مع المؤتمر الشعبي العام، في حرب صيف1994 ، وتحالف الحوثي مع النظام السابق ضد قوى 11 شباط / فبراير  2011، التي أخرجت صالح من السلطة، ودور اللواء علي محسن الأحمر في المواجهات مع الحوثيين في الحروب الستّ 2004 -2006 ، وغيرها، تشير - في مجموعها إلى ذاكرةٍ مثقلة بالثارات، ما يؤسس، في ظل حالة اللااستقرار، لجولات احتراب مقبلة. تناقش الورقة أيضًا انقسام الهوية الوطنية إلى شمالية وجنوبية، ووقوف مزاج شعبي جماهيري رافض كلّ ما هو شمالي. يضاف إلى ذلك، اشتداد حدة الصراع المذهبي، وما جرى في عهد صالح من تقويضٍ ممنهج لأسس الدولة المدنية الحديثة، وإضعاف قوى التحديث لمصلحة القوى التقليدية، وإضعاف المركز لفائدة الأطراف. وترى الورقة أنّ أيّ معالجة لا تأخذ في الحسبان التشابكات التي ذكرت سابقًا، لن يتحقق لها النجاح. فأيّ تسوية سياسية توافقية بين الأطراف المتنازعة، تعدّ بمنزلة تأجيل موقّت للاحتراب الدوري ولاستمرار حالة اللااستقرار، ومنفذًا للتدخّل والنفوذ الخارجيَّين.

المراجع