تعدّ
البرازيل من القوى الصاعدة
في النظام الدولي خلال حقبة ما بعد الحرب
الباردة ويصفها
البعض بالقوّة المتوسطة الجديدة. وتحرّك الموقف البرازيلي من ثورات الربيع العربي مجموعةٌ من الدوافع والمحاذير
في آنٍ واحد. وقد تبنّت البرازيل منهج عدم التدخّل في شؤون العالم
العربي، وراقبت بقلقٍ كلًّا من التطوّرات الداخلية
في الدول العربية ودور بعض القوى الخارجية للتدخّل في شؤون تلك
الدول. كما أكّدت مرارًا أنّ التدخّل العسكري الغربي في شؤون الدول
العربية يجري بصورةٍ انتقائية، ويسبّب أضرارًا أكثر من المنافع والفوائد
التي يحقّقها. ولقد تباينت ردود أفعال البرازيل، وكذلك أسلوب تعاملها ومواقفها من الثورات التي
شهدتها المنطقة العربية، بحيث لا يمكن
القول إنّ هناك
نمطًا موحّدًا من الاستجابة البرازيلية
لما شهدته بعض البلدان العربية من ثورات. تناقش هذه الورقة ردود الفعل البرازيلية المتباينة وتحللها مشخصةً العوامل التي وقفت وراء ذلك التباين. كما ترصد الورقة بعض النتائج المتوقّعة للموقف البرازيلي، وتأثيراته المحتملة في دور البرازيل
على المستوى الدولي، ومصالحها الاقتصادية في المنطقة العربية.