الانتخابات البلدية التركية: الناخب يثأر لذكائه

​على الرغم من أنّ فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية التركية كان متوقّعًا بصورة عامة، فإنّ نسبة الأصوات التي حازها مثّلت مفاجأةً للكثيرين، بمن فيهم قادة الحزب نفسه؛ إذ كان متوقّعًا أن تؤثّر عدة عوامل في الانتخابات وموعدها وحظوظ فوز الحزب الحاكم فيها. وكان العام الفائت شهد سلسلة أزمات تعرّض لها "العدالة والتنمية" وتوقّع لها الكثيرون أن تؤثّر في حظوظه الانتخابية، وتطيح فرص استمراره في الحكم؛ مثل أحداث حديقة "غازي" وساحة "تقسيم"، والتسجيلات الصوتية المسرّبة، ومزاعم بالفساد مسّت بعض وزراء الحكومة مباشرةً، والأهمّ من كلّ ذلك الصراع الذي احتدم بين رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وحليفه السابق زعيم حركة "خدمة" فتح الله غولن. مع ذلك، جاءت النتائج مختلفة بعد أن حصل حزب العدالة والتنمية على نسب تأييد أحسن بكثير من الانتخابات السابقة، عندما كانت ظروفه السياسية أفضل، ما جعل النتائج تبدو وكأنّ الناخب التركي ثأر لنفسه من خلال التصويت باتّجاه معاكس تمامًا لما أرادته القوى التي وقفت وراء المتاعب التي لاحقت الحزب الحاكم، أو حاولت على الأقلّ استغلالها.

حمّل المادة حمّل العدد كاملا الإشتراك لمدة سنة

ملخص

زيادة حجم الخط

​على الرغم من أنّ فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية التركية كان متوقّعًا بصورة عامة، فإنّ نسبة الأصوات التي حازها مثّلت مفاجأةً للكثيرين، بمن فيهم قادة الحزب نفسه؛ إذ كان متوقّعًا أن تؤثّر عدة عوامل في الانتخابات وموعدها وحظوظ فوز الحزب الحاكم فيها. وكان العام الفائت شهد سلسلة أزمات تعرّض لها "العدالة والتنمية" وتوقّع لها الكثيرون أن تؤثّر في حظوظه الانتخابية، وتطيح فرص استمراره في الحكم؛ مثل أحداث حديقة "غازي" وساحة "تقسيم"، والتسجيلات الصوتية المسرّبة، ومزاعم بالفساد مسّت بعض وزراء الحكومة مباشرةً، والأهمّ من كلّ ذلك الصراع الذي احتدم بين رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وحليفه السابق زعيم حركة "خدمة" فتح الله غولن. مع ذلك، جاءت النتائج مختلفة بعد أن حصل حزب العدالة والتنمية على نسب تأييد أحسن بكثير من الانتخابات السابقة، عندما كانت ظروفه السياسية أفضل، ما جعل النتائج تبدو وكأنّ الناخب التركي ثأر لنفسه من خلال التصويت باتّجاه معاكس تمامًا لما أرادته القوى التي وقفت وراء المتاعب التي لاحقت الحزب الحاكم، أو حاولت على الأقلّ استغلالها.

المراجع