تهدف هذه المقالة إلى الإسهام في النقاش العلمي الدائر حول مفاهيم الحداثة والتحديث السياسي؛ وبخاصة تناول النظريات والأطروحات التي تطرّقت لهذه الإشكالية، من حيث المنطلقات والأسس المعرفية. ومن هنا سيجري التركيز على أبرز ما طُرح من داخل مدارس العلوم السياسية، مع استحضار تعقّد طبيعة الموضوع، والتداخل القائم بين حقل الفلسفة والنظرية السياسية في هذا المجال. إنّ مبرّر هذا الاختيار لا ينحصر في طبيعة الموضوع والتطوّرات التي تخضع لها الأطروحات الغربية الليبرالية التي تمثّل مختلف مدارس العلوم السياسية المعاصرة، بل يتعدّاها إلى تنوّع التجارب المنجزة تاريخيًّا، وما مثَّلته القيم المجتمعية من مدخل لطرح الإشكاليات المفاهيمية، وبناء أشكال حديثة للسلطة السياسية تراعي الخبرة التاريخية لتلك المجتمعات.