تناقش هذه الورقة العلاقات المغربية الإفريقية على ضوء الزيارة الأخيرة التي قام بها ملك المغرب إلى كلّ من مالي، وساحل العاج، وغينيا الاستوائية، والغابون، وما تميزت به عن سابقاتها بكثافة أجندتها، وأهمية الوفد المؤلَّف من سياسيين ورجال أعمال، ما أسفر عن توقيع اتفاقيات إستراتيجية عديدة مع الدول المذكورة. ضمن هذا السياق ترصد هذه الدراسة الثوابت التاريخية التي تحكمت في العلاقة بين الطرفين، بالنظر إلى أنّ التاريخ مختبَر يكشف عن سيرورة التحول، ويوضح العمق الإستراتيجي لفهم الحاضر وتعقيداته المتشابكة. كما تتناول الورقة أيضًا المتغيرات السياسية، والاقتصادية، والدينية، بين الجانبين؛ بالاستقراء، والتحليل، والمقاربة، والتأويل. فما هي طبيعة العلاقة التاريخية بين المغرب ودول غرب أفريقيا؟ وما هي المتغيرات التي ساهمت في كثافة الحضور المغربي بالمنطقة؟ وما الجديد الذي تضيفه المبادرات المغربية السياسية، والاقتصادية، والأمنية؟ وما هي الصعوبات التي قد تعرقل الطموحات المغربية في القارة بوجهٍ عامّ؟ هذه هي المحاور التي تدور حولها هذه الدراسة.