تناقش هذه الورقة أوضاع الحرب على "تنظيم الدولة" في العراق، بعد مرور عام على قيام "التحالف الدولي"، بالمشاركة في ايقاف توسعه، وصد زحفه نحو مركز الدولة في العراق. تستعرض الورقة تعقيدات الصراع الشيعي السني، والصراع الشيعي الشيعي، ودور إيران في العراق، وتأثيرات كل ذلك على مجريات هذه المعركة. ترى الورقة أن تنظيم داعش هو الابن الشرعي لأزمة النظام السياسي الذي أُنشئ في العراق بعد عام 2003، وترى أن السنواتُ الثماني من حكم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي كرست نزعةً احتكاريةً، استئثاريةً، وجدّدت الإيمانَ التقليدي بأن تستند قاعدة الحكم إلى هوية أحادية. تؤكد الورقة أن الخطوة الأساسية لمواجهة داعش تتمثل في تفكيك قبول الحاضنة الاجتماعية به. وترى من الضروري لهذه الخطوة أن ترتبط بالمسار العسكري، الذي هو ضروري أيضًا. غير أنها ترى أن تفكيك حاضنة داعش، أكثر أهميةً وأولويةً من المسار العسكري. ترى الورقة أن الدولة المشرقية لن تستطيع الاستمرارية، بناءً على نظامها وقوانينها التي عملت بها في الماضي. فالزمان الذي كانت فيه الدولةُ تؤسس قاعدةَ حكمها على هوية أحادية، بعينها، من هويات البلاد، قد انتهى. فإنْ لم تنجح الدولةُ المشرقية في بناء ترتيبات سياسية تمكّن سائرَ مكونات البلاد من بلوغ مؤسسة القرار، وتطلع في الوقت نفسه بترسيخ فضاءٍ وطني حقيقي، فإنها ستبقى في أزمة دامية، وستظل واقفة على حافة الانهيار دائمًا، مهدّدةً بشبح التحوّل إلى صومال، أو أفغانستان، بكلّ ما عاشه هذان البلدان من مآسٍ وخرابٍ.