تقدّم هذه الدراسة قراءة في المسارات المتعددة التي اتخذتها البنائية في حقل العلاقات الدولية، منذ نشأتها بوصفها مقاربة اجتماعية نقدية في ثمانينيات القرن العشرين، استجابةً للنقاش الثلاثي بين الواقعية والليبرالية وما بعدهما، مرورًا بمحاولة ألكسندر ونت بلورة نمطٍ وسَطٍ يوفّق بينهما، ثم بالنقاشات البنّاءة التي جمعت البنائيين التقليديين والنقّاد حول مشروع ونت، وصولًا إلى ازدهار البنائية الجديدة بعد انخراطه في برنامج باحثي البنائية. وتناقش الدراسة التحولات الإبستيمولوجية التي صاحبت مشروع ونت وكيف أسهم في انقسام البنائية إلى تيارين رئيسين: البنائية الحداثية النقدية وما بعد الحداثية (التأويلية). كما تشدّد على أن ابتعاد ونت اللاحق عن البنائية وتحوله إلى مقاربة كينونية لم يؤدِّ إلى أفولها، بل استمرت في الازدهار عبر إسهامات جيلٍ جديدٍ من البنائيين. وتجادل الدراسة بأنّ ثلاث حركات رئيسة شهدها حقل العلاقات الدولية خلال العقود الثلاثة الماضية أسهمت في استمرار هذا الازدهار، وهي: تراجع الاستقطاب الإبستيمولوجي بين نظريات الحقل، وصعود الفلسفة النقدية للعلاقات الدولية، وتطور النزعة التطبيقية التحليلية.