تسعى هذه الدراسة للبحث في دور الهوية والأفكار والمعايير والمصالح في تشكيل النظام الإقليمي العربي عبر مراحل تاريخية مختلفة، منطلقةً من أطروحات ألكسندر ونت البنائية. وتهدف أيضًا إلى تقييم إمكانيات النظرية البنائية في تفسير ديناميات المنطقة، والكشف عن حدودها التفسيرية. تركّز الدراسة على مراحل محورية ارتبطت بأحداث كبرى مثل حلف بغداد (1955)، وهزيمة حزيران/يونيو 1967، وحرب الخليج الأولى (1990)، وغزو العراق (2003)، والربيع العربي (2011). وتُبيّن كيف أعادت هذه الأحداث تشكيل الهويات الإقليمية من خلال صراع الرؤى والأنساق المهيمنة؛ إذ اعتمدت شرعية الفاعلين على قدرتهم في فرض رؤاهم وإعادة تعريف القضايا الأساسية. وتخلص الدراسة إلى أن الهوية والمعايير أدّيا دورًا محوريًا في تشكيل السياسة الإقليمية؛ إذ تجاوزت الصراعات التنافس على القوى المادية، إلى الصراع على التصوّرات والأدوار. وعلى الرغم من إسهام البنائية في ربط الهوية بالتفاعلات الإقليمية، فإن تفسيراتها تبقى محدودة، شأنها شأن نظريات العلاقات الدولية الأخرى.