دعوة إلى الكتابة في عدد خاص عن "المناهج الكمّية في العلوم السياسية وتطبيقاتها في العالم العربي"

المحرر الضيف: عمار الشمايلة

يسر دورية سياسات عربية، التي يصدرها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومعهد الدوحة للدراسات العليا، ودورية Middle East Law & Governance (MELG) دعوة الباحثين المختصين إلى تقديم مقترحات بحثية لعددَيهما الخاصَّين اللذين سيُنشران بالتزامن، وبشراكة في التحرير، في موضوع "المناهج الكمية في العلوم السياسية وتطبيقاتها في العالم العربي". وسنعبّر عنهما في دعوة الكتابة هذه بأنهما عدد خاص واحد.

صدر في العقدين الماضيين عدد كبير من الأبحاث في مجال العلوم السياسية التي تتبنى المناهج الكمية والمنشورة في كبرى الدوريات المختصة، ولا سيما تلك الصادرة باللغة الإنكليزية، بعد أن كان وضعُ هذه المناهج يعدّ متأخرًا قياسًا بالمشهد الميثودولوجي العام. وقد رافق هذه النهضةَ ظهورُ عدد من المنصّات العلمية الرائدة، التي تقدّم معطيات ومؤشرات إحصائية عن العالم العربي، سياسة ومجتمعًا، وحوكمة، واقتصادًا، وتضعها بين أيدي من يريد أن يفيد منها، من باحثين، أو إعلاميين، أو مثقفين، أو راسمي سياسات (وأحد هذه المنصات برنامج "المؤشر العربي"، الذي يصدره المركز العربي)، فضلًا عمّا توفّره من إمكانيات تدريب وتكوين منهجيَّيْن. وقد شكّل ظهورُ هذه المنصات ما يمكن عدّه "حالة ثورية" في توافر البيانات الإحصائية والكمية عن المنطقة، ومن ثم تحفيز الباحثين المختصين بالعالم العربي على إنتاج أبحاث تستند إلى هذه المعطيات؛ الأمر الذي أفضى إلى توسّع مساحة حضور الأبحاث الكمية التي تتناول العالم العربي.

وبهذا نجد أن هناك اهتمامًا متزايدًا، بين الباحثين في العالم العربي، باعتماد المناهج الكمية في دراسة ظواهره السياسية، وقبل ذلك التدرّب عليها وعلى تقنياتها وتطبيقاتها، انطلاقًا من افتراض أن هذا من شأنه توسيع سبل دراسة المنطقة، وجعلها في حوار مع مجال العلوم السياسية بالمعنى الواسع؛ إذ ظل حضورها البحثي (نوعيًا وكميًا في حقيقة الحال) أقل بكثير من أهميتها المتصاعدة في العالم، هذا على الرغم من أن الثورات العربية في عام 2011 قد شكّلت نقطة مفصلية في الاهتمام البحثي العالمي بالمنطقة.

وإذا كان حالُ الدراسات الكمية المنشورة في الدوريات العالمية المختصة الصادرة باللغة الإنكليزية ضعيفًا ومحدودًا ما قبل نهضته الأخيرة، فإنه لا يزال يشهد تأخرًا أعمق في الدوريات المختصة المنشورة في المنطقة باللغة العربية، التي بدأت تشهد نزعةً لاستعمال سريع لبيانات متوافرة، توضع خارج سياقها، ومن دون تدقيق في موثوقيتها، وتدبيج ذلك بلغة إمبريقية، تفضي إلى نتائج مختزلة متعجلة، من دون فهم المنطق الذي حكم العلاقات التي أنتجت هذه البيانات، وبما يقود إلى التضليل في فهم الظاهرة السياسية.

لا يتضمن هذا العدد الخاص أيّ نزعة تبشيرية بالمناهج الكمية، ولا نزعة عدائية تجاه المناهج الأخرى، بل يستهدف تقييم ما أفادته المناهجُ الكمية التي تتبناها الأبحاث الأكاديمية في العلوم السياسية في فهم السياسة في العالم العربي، ويشمل ذلك إجراء مراجعة نقدية للجوانب النظرية العامة، ونقاش التقنيات البحثية المتطورة التي يستعملها الباحثون، ومحدّدات المناهج الكمية، وآفاق تطورها.

تستقبل الدوريتان مقترحات بحثية، في نحو 250 كلمة، في موعد أقصاه يوم الأحد 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، على أن يكون المقترح في أحد المحاور الآتية:

  • المشهد النظري الحالي للمناهج الكمية (أو أي فرع من فروع المناهج الإمبريقية) في العلوم السياسية العالمية، وتطوراتها، وموقعها في المشهد الميثودولوجي العام.
  • مقاربة نقدية للمناهج الكمية في العلوم السياسية، تناقش – إيجابيًا وسلبيًا – فوائدَها، وحصيلتها، وجوانبها الإجرائية والتطبيقية. ويمكن أن يكون ذلك مقارنةً بأنماط المناهج الأخرى.
  • بيان وضع المناهج الكمية في العلوم السياسية في العالم العربي؛ من حيث ما يأتي: ماذا أخذت من الأدبيات العالمية في هذا المجال؟ وماذا تركت؟ أي العناصر في هذه المناهج وجدها علماء السياسة العرب مفيدة؟ وكيف وظّفوها وطبّقوها؟
  • بيان مدى فائدة المناهج الكمية في فهم السياسة في العالم العربي.
  • تقييم المنصات العلمية المعنية بالمؤشرات والبيانات والإحصاءات، ومدى فائدتها في الأبحاث الكمية.
  • الجوانب البيداغوجية وكيفية تدريس المناهج الكمية في كليات وأقسام العلوم السياسية في العالم العربي.
  • دراسات حالة، تطبّق المناهج الكمية، أو بعض جوانبها وتقنياتها، لفهم حالة عربية محددة من الحالات التي تختص بها العلوم السياسية، على أن يتضمن برهانُ الدراسة بيانَ قيمة المناهج الكمية في هذا المجال أو نقدها.

تُرسَل المقترحات البحثية على أحد عناوين البريد الإلكتروني الآتية:

في حال وجود استفسارات إضافية، يمكنكم التواصل مع بريد الدورية الآتي: siyasat.arabia@dohainstitute.edu.qa

يمكن إرسال المقترح باللغة العربية أو الإنكليزية، وينبغي أن يتضمن عنوان الدراسة، واسم المؤلف (أو أسماء جميع المؤلفين، إن اشترك في الورقة أكثر من مؤلف)، والجامعات أو المؤسسات الأكاديمية التي يعمل فيها، وعنوان بريده الإلكتروني.

تلتزم الدوريتان بالردّ على أصحاب المقترحات، قبولًا أو رفضًا، في موعد أقصاه يوم الثلاثاء 17 كانون الأول/ ديسمبر 2024. وسيكون أمام أصحاب المقترحات المقبولة وقت لإرسال النسخة النهائية من الدراسة، في موعد أقصاه يوم الأحد 22 حزيران/ يونيو 2025.

تخضع جميع الدراسات المرسلة إلى تحكيم خارجي. ومن نافل القول إن الدراسات المقبولة للنشر، في إحدى الدوريتين، أو كليهما، هي الدراسات التي اجتازت عملية التحكيم بنجاح.

يصدر عددا سياسات عربية وMELG بالتزامن، مثلما أن تحريرهما والإعداد لهما سيكونان مشتركين بين الدوريتين، وذلك في مسعى لبناء حوار عن المناهج الكمية في العلوم السياسية بين الباحثين في العالم العربي، وغيرهم من المختصين بالمنطقة وبالمناهج الكمية عبر العالم. وستُنشر الدراسات المقبولة المقدَّمة باللغة العربية في سياسات عربية، وتُنشر الدراسات المقبولة المقدَّمة باللغة الإنكليزية في MELG، مع إمكانية أن تختار أي من الدوريتين دراسة (أو دراسات) منشورة في الملف نفسه في الدورية الأخرى، لتتولى ترجمته ونشره، وذلك بعد الاتفاق بين الدوريتَين ومؤلفي الدراسات المقبولة.