تشهد منطقة الخليج منذ أواخر أيار/ مايو 2017 أزمة دبلوماسية بين عدد من دول مجلس التعاون الخليجي العربية، هي الأكثر حدةً منذ تشكيل المجلس عام 1981. بدأت الأزمة بحملة إعلاميّة على دولة قطر، قادتها وسائل إعلام سعودية وإماراتية. وبخلاف أزمة سحب السفراء عام 2014، أقدمت ثلاث دول خليجية هي السعودية، والبحرين، والإمارات مع مصر، في الخامس من حزيران/ يونيو 2017، على قطع العلاقات الدبلوماسية وفرض حصار شامل على قطر ثم سلّمتها قائمة مطالب، وأمهلتها عشرة أيام لتنفيذها أو مواجهة سيناريوهات تصعيدية. وفي الإطار نفسه، تسعى هذه الدول إلى عزل قطر دبلوماسيًا وسيلةً لإجبارها على الخضوع، غير أنّ القوى الكبرى تعاملت بمسؤولية أكبر تجاه الأزمة، وبدأت تقوم بدور الوسيط لتسويتها. تسلط الورقة الضوء على جذور الأزمة الخليجية ومساراتها المتعرجة بحكم تداخل أدوار عدد من الفاعلين الإقليمين والدوليين فيها.